موضوع: تحليل اسعار الفضة من شركة 5 ماركتس الثلاثاء أبريل 01, 2014 10:45 am
تحليل اسعار الفضة من شركة 5 ماركتس نعرف جميعا ان الفضة معدن ثمين، وعريق في الاصالة ظهرت استخداماته من عهود العصر القديم وعلى مختلف اصعدة الحضارات والتي تبدوا في مقدمتها الحضارة الفرعونية. فقد استخدم المصريون القدماء هذا المعدن الابيض اللون في صناعة الحلى والاواني المختلفة، ولكن بصورة تقل في قيمتها عن معدن الزهذ. كما عرف العرب والصينيون القدماء نفس استخدامات الفضة في صنع الحلي وغير ذلك من ادوات ثمينة.
ارتباط الفضة بالذهب يعد معدن الفضة في منزلة الوصيف لمعدن الذهب، فهو يأتي من بعد الذهب في القيمة والاختيار، لدرجة ان البعض قد اطلق تسمية علي الفضة انها " ذهب الرجل الفقير". كما ان الفضة ترتبط في اسعارها هبوطا ونزولا باسعار الذهب ولكن بعلاقه عكسيه. فكلما ارتفع اسعار الذهب كلما شهدت الفضة انتشارا اكثر، حيث يعتبرها العديدين البديل الامثل للذهب. كما ان اسعار الفضة لها علاقه وثيقه بالحالة الاقتصادية- سواء المحلية او العالمية- فهي تدخل في الصناعة بصورة اوسع واكبر فقد قدر الاقتصاديون ان اجمالي المستخدم في الصناعة من انتاج الفضة والذي يستخدم يصل الى حوالي 55% من اجمالي الانتاج العالمي، حيث تدخل الفضة بشكل مباشر في صناعة الكهرباء والاجهزة الالكترونية، بالاضافة لصناعة الحلى والمجوهرات الفضية. وتعد هذه الانشطة الصناعية احد اكبر العوامل التي تعلي محفظة الفضة الاستثمارية. كما ان جزءا كبيرا من المتداولين سواء الافراد والشركات يرى في الفضة استثمارا آمنا، وملجاأمضمونا متى دتهورت الاحوال الاقتصادية او حدث تضخم مالى بفضل قيمتة المنخفضة نسبيا وهو ما يعطي نسبة مرونة جيدة تجعله اكثر تداولا.
كما يعتبر الفضة مجالا جيدا للاستثمار يختاره العديد من الاشخاص والكيانات الاقتصادية، وتاتي معظم اشكال الاستثمار في الفضة في صورة سبائك او ميداليات فضية، فضلا عن الاستثمار في اسهم مناجم استخراج الفضة، بجانب تداول اسهم الفضة من خلال العقود الاجلة وعقود التسوية (CFD). انتاج الفضة عالميا تعد بيرو والمكسيك واسترايا والتشيلي هي اشهر الدول المنتجة والمصدرة للفضة، ويمثل انتاج المناجم من الفضة حوالى 76% من اجمالي انتاج العالم من الفضة، بينما الجزء المتبقي يأتي من اعادة سبك بقايا الفضة المصنعة سابقا. العوامل المؤثرة في اسعار الفضة ترتبط الفضة في اسعارها هبوطا وصعودا بعدة عوامل اهمها على الاطلاق اسعار الذهب التي ترتبط بدورها باسعار الدولار وتتناسب معه تناسبا عكسيا، فكلما ارتفع الدولار كلما هبط سعر الذهب ( وبالتالي الفضة) وكلما انخفض الدولار كلما ارتفع الذهب. كما ان سعر الفضة واسواق التداول الخاصة بها لها علاقه وثيقه بالتصريحات الحكومية التي تحوي تقارير الانتاج المحلى ومؤشرات الاستهلاك الشهرية، واسعار المنتجين الموسمية ، وغيرها من التقارير التي تبين الحالة الاقتصادية للبلاد. وتعتبر الاوضاع الاقتصادية هي العامل الرئيسي في تحديد سعر الفضة في الاسواق- سواء المحلية او العالمية- اعتمادا على عاملين مهمين هما كون الفضة احد المعادن الثمينة, والثاني كونها معدن او سلعة صناعية ذات قيمة عالية.
الفضة في عام 2013 في مجال المعادن الثمينة، يحتل الذهب الصدارة واصبح يحظى بمعظم الاهتمام. ولكن الملاحظ والمتابع للاسواق العالمية في الماضي القريب، يمكنه ان يجد ان الفضة اتجهت لتكون أكثر تقلبا من الذهب، حتى بالنسة لأولئك الذين بحثون على الثراء والاستثمار في مجال المعادن الثمينة بصفة عامة ويركزون على سوق الفضة في محاولة منهم لتزويد ارباحهم ، للاسف لم يحقق هذا السلوك النتيجة المرغوبه في عام 2013. فقد اتجهت اسعار الفضة ومؤشراتها في الهبوط المتزايد في عام 2013 بصورة عملت ضد المستثمرين في الفضة لهذا العام، حيث وصل هبوط سعر الفضة في عام 2013 لرقم لم يصل اليه من قبل لمدة طويلة، فقد تهاوى لينزل الى اقل من الـ 11 دولارا للاوقية (الاونصة)، اي بإنخافاض وصل الى 36٪ . وهيا نلقي نظرة على الاسباب التى دفعت الفضة الى الهبوط في عام 2013 لنتعرف على الايجابيات والتوقعات المحتملة للعام الحالى 2014. لماذا هبطت اسعار الفضة في عام 2013 ؟. فهي عكس الذهب الذي ظل محققا نوبات صعود متتالية على مدار 12 عام وحتى 2013 فقد عانت بالفعل اسواق الفضة هبوطا حادا قبل عام 2013. ففي اوائل عام 2011، ارتفعت أسعار الفضة إلى ما يقرب من 50 دولارا للاوقية (الاونص)، ولكن هذه المكاسب لم تستمر طويلا، فبحلول نهاية عام 2011، انخفض سعر الفضة ليغلق عند مستوى اقل مما كان في نهاية العام السابق. ليأتي عام 2012 وتشهد اسواق الفضة انتعاشا ملحوظا الى حد ما، ومع العديد من التحليلات وربط اسعار الفضة مع الاحتياطي الفيدرالي توقع الكثيرين ان تسترد الفضة ارتفاعاتها، وغن ظلت التوقعات لعام 2013 غير واضحة المعالم . ومع بدايات عام 2013 اتجهت الفضة في الصعود بصورة اقوى من الذهب، متفوقة بذلك على المعدن الأصفر كما كان يتوقع خبراء الاسواق العالمية، على خلفية الاعتماد على العلاقة والارتباط الوثيق بين الذهب والفضة، وهو ما تحقق بالفعل بصعود اسعار الذهب في عام 2011. ولكن هذا الارتباط ادى الى تهاوي سعر الفضة عندما انخفض سعر الذهب خلال يومين فقط في شهر ابريل لعام 2013 ليصل الى 200 دولار للاوقية (الاونصة)، وهو ما جعل سعر الفضة ينخفض على اساس النسبة المئوية بين سعرها وسعر الذهب ليتراجع سعر الفضة 4 4 دولارات للاوقية (الاونصة) ليهبط سعر الفضة الى ما دون 25 دولار أمريكي للأونصة لاول مرة منذ عام 2010. وان كانت الفضة لديها استخدامات الصناعية متعددة بعكس الذهبا، فهذا يخلق نوعا من التفاوت الواضح في الاسعار والارتفاعات طبقا للظروف الاقتصادية. ولكن الكثير من الاسواق الصاعدة تعتمد اسعار كل من الذهب والفضة على السياسات النقدية التيسيرية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقد اثر هبوط سعر الفضة في عام 2013 على العديد من الكيانات الاقتصادية الكبيرة، خاصة في الاسواق المنتجة للفضة، حيث تهاوت ارباح عمال المناجم ووصلت الى صورة يصعب معها الاستمرار في اعمال الكشف والتعدين عن المعدن. في حين ظلت اقتصاديات قوية مثل السلفادور في الحفاظ على مخزونها الاستراتيجي من الفضة على امل ان بيعاود المعدن الثمين الارتفاع مرة اخرى. ما سيحدث في المستقبل للفضة؟ نفس التحديات التى مرت بها الفضة بعام 2013 هي نفس ما تمر به في عامنا الحالي، والعامل الرئيسي يتوقف على اتجاه البنك الفيدرالي الامريكي في تحديد سياسته النقدية والسندات التى ينوي توجيه قراراته نحوها، فضلا عن اتجاهات اسواق الذهب واداء الدولار القوي المتصاعد بجانب موقف الصين والهند وسياستها في اعمال الاستيراد للمعدن الابيض خاصة انهما يمثلان اكبر مستهلك على مستوى العالم للمعدن الثمين. كل هذا يجعل الاراء او التوقعات غير واضحة بصورة كاملة ولكنها تتأرجح ما بين الصعود والهبوط، ليبقي العمل المؤثر هو السندات والعقود بجانب اداء الدولار وتوجهات البنك الفيدرالى.
الثلاثاء أبريل 01, 2014 10:45 am